الأحد، 18 أبريل 2010

رحلة علاج

غادرت حياته مرافأ الحياة ..
لتتجه إلى مآ أعده الله لها في برزخها ..
قصة رجل شجاع .. قتله الموت ..
فلو كان الموت رجلاً لغلبه [ بوجاسم ]
كان كأي رجل تزوج ثم أنجب له أبناء .. ولكن لم يكن كاي رجل في أن يربي أبناءه على آيات المصحف ..
ملبسـه ..{ ولباس التقوى ذلك خير }
مسكنه ..{ أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه }
مأكلــه ..[ مآيجود به عليه من الرزق الحلال ]
كان يبدأ في الأكل حين ينتهي الجميع من أكلهم ، ليتأكد بأن الجميع قد شبع ، وهو آخر من تغمض له عيون لينام بعد أنا يتأكد تماما بأن الجميع قد خلد إلى النوم ..
رغم أنه كان صاحب شخصية قوية وجميعنا يهابه فصرخة منه كفيله بأن تسكت الجميع إلا أننا كنا نحسد أبناءه عليه
فهو من يضع كأس الحليب الممزوج بالعسل في فمهم صباح كل يوم مازال ذالك الموقف خالدا في ذهني وأنا أرى ذلك الرجل الذي لطالما أحببته يوقض أبناءه للصلاه ويرغمهم على الفطور قبل الذهاب
، كانت عباراته [ يالله بابا ، حبيبي ] / [ بابا ] دائما مايردد تلك الكلمة للجميع في جميع الأوضاع غاضب ، سعيد ، مريض ، كنا جميعا أبناءه وكان هو والدنا جميعا ..
يشهد له الأثنين والخميس في صيامه ، وتشهد له ظلمة الليل في القيام ..
زين الليل بصوته في قراءة القرآن ..
( بإختصار حياته بين سجدتين ) .. هكذا عرفته ..
إبنا بـــــاراً ..
زوجا محباً ..
أبا عطوفـاً ..
رجلاً طيب مع من يعرف .. سمح الأخلاق مع من لايعرف ..
وبعد أن ظهرت فضة الشيب في شعره .. وهن ذلك الجسم وبدأ يصارع مرضه فبعد أن كان ذلك الجسم قويا بدأ يضعف ولكنه جعل من محنته هذه منحه يتقرب بها إلى الله وبدا يبث شكواه وحزنه إلى الله ..
كانت آخر جملة سمعتها منه
{ هلا بابا اشحالج } موقف لن أنساه مهما طال بي الزمان فقد كان في حجرته وقد تغلب عليه المرض ووهن جسمه ولكنه كان واقفا وقد انحنى بعض الشي من شدة الألم منظر مرسوم في مخليتي كانت آخر مره أرى فيها ذلك الرجل العظيم الذي لو أن عمري بيدي لأعطيته إياه ..

ولكن حكمة
الله أكبر من كل شي فقد إنتقل إلى رحمة الله بعد رحلة علاج استمرت سنتان في عدة بلدان ..

وسقطت آخر ورقة من رزنامة حياته في يوم الخميس بتاريخ
٢٥ \ ١١ \ ٢٠٠٨
وقد كانت رزنامة خير يشهد لها الجميع ..

رحم الله بو جاسم وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وجمعنآ به في جنات النعيم ..

(( خلود ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق