الأحد، 25 أبريل 2010

من أنا

سأتكلم عن أفراد أسرتي .. بل .. أسرتي و كأنها فردٌ واحد ...

هكذا علمنا والديّ .. أن نكون على قلبٍ واحد .. أن نكون كالجسد إذا اشتكى منّه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ..

أنظر إلى يديك ..

فسترى ساعد متمثلٌ في والدي ..

و بعدها راحة يد وهي أمي ..

يمتد منها خمسة أصابع .. هؤلاء هم أخوتي ..

خنصر اليد هي ( أنا ) ..

تربينا في منزلٍ متواضع ، كرس والدي حياته لتعليمنا القيم والمبادئ فأبي رجلٌ يحب أن يسير على الطريق المستقيم ، وكان هذا هو نهجه في تربيتنآ ..


يقول حافظ إبراهيم [ شاعر النيل ]:
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا ... أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق

فإذا كانت الأم في نظره مدرسة .. فأمي أنا جامعة أتعلم منها كل فنون الحياة ..

علمتني كيف يكون الحب الصادق .. و السمو .. و الرفعة ..
قومت سلوكي .. وبينت لي الحسن و القبيح .. و الضار و النافع ..
علمتني كل ما لا تستطيع المدارس تعليمه ..


( أحبك أمي فلولاك لم أقف على سجادة الصلاة ) فهي دائما تحثنا على الصلاة وقراءة القرآن والعمل الصالح ..

أمي شيء تعجز سطوري المتواضعة عن وصفه ..

هي دائمة الخوف علينا لاتقر لها عين ولا يطمئن لها بال ولا يغمض لها جفن إلا بعد تأكدها تماما بأن أخوتي جميعم على فراشهم ، فحتى بعد أن تزوجوا لم يتغير شي فهم دائما في نظرها أبناءها الصغار الذين كانوا يلعبون أمام عتبة المنزل ويتشاجرون على دراجة أو كرة ، ولم تشعر للحظة بأنهم أصبحوا آباءا وعليهم مسؤوليات ..

أما أبي ..

فأول من نادت به شفتاي الصغيرتان ..
يعجبني في أبي اشياء .. لا أجدها في الأباء ..

أنني لم أراه يتذمر من كبد الحياة .. و من قسوة العيش .. نعم فرغم مامر به من ظروف لم يعجز عن توفير كل ما ..

فلقمة حلال تشبعه ..

و شربة زلال ترويه ..

ولبس ساتر يكفيه ..

يبحث عن سعادتنا ليقدمها لنا على طبق من ذهب ..

( أحبك أبي فأنت عزوتي وسندي وقدوتي في الحياة جعلك ربي ذخراً لي )

هؤلاء هم والديّ ..

في كنفهم كنفنا ..

و في عشهم عشنا ..


أما إخوتي ..

فهم من شاركني طفولتي ..

و رسم معي ملامح شخصيتي ..

و صنع معي ألبوم ذكرياتي ..

فرغم أن المدة بيني وبينهم طويلة بعض الشي لأن هناك ٤ أجنّة لم يكتب لهم البقاء على قيد الحياة قبل أن يوضعوا في المهد ومنهم من لم يرها فأنا آخر من خرج من بطن أمي فكنت المحببه إليهم لكوني أصغرهم ولكن هذا الشي يجعلني أغضب كوني الصغرى وعلي جلب مايحتاجونه من كأس ماء أو منشفه أو ملعقه ومن هذا القبيل ..
إلا أنني عندما كبرت قليلا أيقنت تماما بأني أحب إخوتي ..
ربما لم أنطق بها يوما ولم أعترف لهم بذلك لكنني أقف هنا وقفة في مدونتي وأقول :

(( أحبكم إخوتي ))


فإذا ضحك منّا أحد .. يضحك معه الجميع ..
وإذا بكى منّا أحد .. يبكي من أجله الجميع ..
همنا واحد .. و طموحنا واحد ..
لأن أهدافنا مشتركة ..

فهذه هي أسرتي وهذه هي أنا ..

( خلود )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق